الأحد، 5 أبريل 2009

مدخل: مفهوم الجمال والجميل والجليل والجمالية

قدَّم لنا تراثنا العديد من الرؤى الجمالية في معالجة كثير من قضايا الأدب والفن، واللغة والبلاغة... فضلاً عن قضايا الحياة والدين... وربما مثَّل قسمٌ منها تقارباً في الصيغ والأهداف والوظائف سواء تعلقت بمسألة الشكل الفني أم تعلقت بالمضمُون.‏
والظاهر لدينا من دراسات أجدادنا القدماء تجسيدها لمعايير جمالية محددة في كل نمط إبداعي، وإن لم تصل إلى صفة الشمولية، أو إلى صفة الكمال.‏
ومن يطلع ـ مثلاً ـ على علم البلاغة العربية يدرك بكل وضُوح أن مصطلح البلاغة الذي جعله البلاغيون العرب غالباً مماثلاً للفَصاحة، وكلاهما ملازم للبيان إنما يحملان ملامح الصفاء والنقاء والبهاء؛ والجودة والإتقان، والوضوح والدقة في الدلالة والاختيار، وتنقية كل أسلوب من أي لفظ يشينه، تحسيناً وتزييناً، ليغدو النصّ متلاحم الأجزاء، عذباً رقيق الحواشي، بعيداً عن التقيد والغموض والهشاشة والضَّعف والتنافر... إنه قطعة نسيج حَبِرة دقيقة الصنع ناعمة الملمس، قوية التأثير... مثيرة للعاطفة والفكر معاً...(1)‏
فأي باحث يتأمل في أساليب البلاغة؛ يلحظ أن المتكلم لا يكتفي بأن يعرض أسلوبه بشكل تقريري مباشر؛ وإنما قد يرسله على سبيل المجاز، مستخدماً أساليب مرافقة لـه كالترصيع؛ والتصريع؛ والإشارة؛ والتلويح.... ليزيد كلامه ألقاً وإشراقاً... وهذا كله من عناصر الجمال...‏
ولما كنا قد شددنا على ذلك كله في كتابنا (في جمالية الكلمة) على اعتبار أن كل مادة ترتقي إلى البلاغة والفصاحة إنما هي شكل جمالي؛ وكذلك كل ما يتعلق بأحوال الإسناد والذكر والحذف، والتعريف والتنكير... رأى آخرون أن الجمال يتركب ـ فقط ـ من نظام الأشياء أو الظواهر وفق مفاهيم أرسطو(2) ومن ثم فإن الجمال هو التعبير الجمالي الناجح عند كروتشه(3).‏
وإذا كان هذا وحده لا يرضينا؛ وإذا كانت إشارتنا هذه شديدة الإيجاز؛ لأن البحث لا يتجه إلى التفصيل في أمر مفاهيم الجمال فإننا نذهب إلى أن الجمال وقع في الإبداع البلاغي كما وقع في غيره من أنماط إبداعية إنسانية ولا سيما حين حَرَصت أساليب البلاغة على استخراج أسرار الجملة اللغوية والنحوية والأدبية في وقت واحد لتصل بالكلام العربي إلى مرتبة البيان الناصع المؤثر الساحر الذي يثير النفس والفكر إذا سمعه البلغاء؛ كما جرى مع سيد المرسلين حين استمع إلى عمرو بن الأهتم وأعجب بقوله فقال: [إن من البيان لسحراً](4)... ولعل هذا كله ما جعل ابن الأثير يربط بين البيان والجمال؛ فيقول: "شيئان لانهاية لهما: البيان والجمال"(5).‏
فالبيان/الجمال في أساليب العربية أدباً وبلاغة... غدا هدف الدراسات الحديثة باعتبار الأساليب الإبداعية التعبيرية إنتاجاً إنسانياً جمالياً؛ وباعتبار أنها تماثل الجمال الذي تلتقطه الحواس من الطبيعة والأشياء والظواهر. فالجمال ـ كما نعرف ـ يرتبط بالظواهر الطبيعية؛ وكذلك يتصل بكل إبداع إنساني... من جهة الشكل غالباً؛ بينما الجميل يحتاج إلى الحواس والشعور معاً... وهو يرتبط بالقيود والقوانين على الرغم من أنه يبدو مستقلاً عنها... فهو يراعيها ويتفق معها... أما الجمال فإنه يظل مرهوناً بالتذوق الفردي ورهافة الحس ودقته وسلامته... ما يجعله متحرراً من كل قيد إلا ذلك... وتتمثل الأشكال الجمالية في الفن المبدع بظواهر أسلوبية عدة؛ فهي التناظر والإيقاع؛ والتوازن والتناغم و التوافق والتنوع مع الوحدة والتناسب والتصوير، ونظام التأليف....‏
وحينما يلح الجماليون على الشكل في مفهوم الجمال فإنما يرون أن الجميل إنما هو تجلي الروح والأفكار في الأشياء والظواهر... والجميل في الفن والأدب والبلاغة هو نهاية المطاف من جهة ما تعرف لـه المضامين، أما الجليل فهو يتطلع إلى مقام رفيع سام يتجسد بالوجود الإلهي، وكل مثل أعلى للجمال.‏
فالجليل يرتقي بمرتبة الجمال والجميل إلى حالة الكمال المطلق، إذ لا يوجد شبيه لـه في الأشياء والظواهر، وإبداعات الإنسان... على الرغم من أن الإنسان قد يرتضي لنفسه نماذج إبداعية إنسانية قد تبلغ درجة عالية من الروعة، وربما وصلت إلى مرتبة قريبة من الجليل، فيصفها بالكمال والجلال؛ على حين ظل مفهوم الجليل مرتبطاً بالمعتقد الديني؛ إذ يقابل مفهوم الذات المقدسة. فالله أسمى من كل ما في الوجود؛ لأنه خالق الكون، وهو الخير المثالي، والمظهر المطلق للكون والإنسان والمصير؛ وإن لكل جمال جلالاً ولكل جلال جمالاً، وما بأيدي الخلق يظهر لهم من جمال الله(6).‏
فالجليل موضوع يتمثل بالموجود وجوداً موضوعياً مستقلاً عن الكون والإنسان؛ ما يجعله موضوعاً جمالياُ يجسّد لا نهائية العالم ـ على حد قول عدد من الفلاسفة القدماء والمحدثين ـ وإن حاول الإنسان أن يجعل بعض إبداعاته الممثِّلة لقدراتٍ روحيةٍ عجيبةٍ، ولطاقاتٍ فنية مدهشة نَمطاً من الإبداع الجليل...‏
أما الجمالية فلها شأن آخر؛ فنحن نتناولها ليس باعتبارها دلالة على كل شيء جميل؛ أو أنها ترادف معنى الجمال /البيان/ البلاغة في الأدب والفن وأساليب البلاغة العربية؛ وكأنها لون من ألوان الإبداع في الجمال، ولو مثّل حالة من التناغم بين الشكل والموضُوع... وإنما نتناولها باعتبارها منهجاً تحليلياً لدراسة نقدية فنية أدبية بلاغية.... يماثل المنهج الواقعي أو النفسي أو الرمزي أو الاجتماعي، منهجاً يعالج جمالية النّص الإبداعي كالدقة والجودة والإتقان ونظام التركيب وتناسبه وإيقاع ألفاظه وصوره...‏
لهذا تتعلق الجمالية بالتجربة الجمالية(7) ذاتها من جهة الشكل والمضمونُ؛ وتماثل ما أطلق عليه بعض الباحثين (المنهج الجمالي) الذي يرتكز في أساسه على نظرية (علم الجمال: الاستطيقا)؛ ويحكم بها الناقد أو البلاغي على الأشياء سواء كانت طبيعية أم مصنوعة... أم كانت إبداعاً فنياً أو لغوياً أو أدبياً و... بأحكام جمالية؛ كأن توصف بأنها جميلة أو فاتنة أو دميمة أو مثيرة للسخرية... (8)، علماً بأن الإبداع في النقد الأدبي يتركز بأربعة أشياء (العاطفة والفكرة والأسلوب والخيال)(9) فالخيال صانع للصور الجمالية التي تلبي جملة من الأهداف والوظائف.‏
فالجمالية هي دراسة جملة من المسائل مجتمعة أو منفردة؛ مثل: ما الجمال؟ ما الغاية التي يقوم عليها نصّ ما، مهما كان حجمه وجنسه؟ ما علاقة الشكل بالمضمُون في أي نمط إبداعي؟ ما العناصر التي تشترك في صياغة نصّ ما، وتكون ملامحه ووظيفته..؟‍ إنها أسئلة كثيرة، يسعى المنهج الجمالي (الجمالية) للإجابة عليها،(10) بروح موضوعية بعيدة عن العواطف والأفكار المسبقة.‏
بهذا كله نحن نقف مع العديد من الباحثين الذين توسعوا في مفهوم الجمالية؛ ـ وإن كان أكثر منظريها لا يقيمون اعتباراً ولا وزناً لمضمُون النّص ووظيفته وغايته ـ أياً كان نوعه تاريخياً أم اجتماعياً؛ نفسياً أم فنياً، خلقياً أم دينياً؛ لغوياً أو بلاغياً؛ موسيقاً أم أدبياً...(11).‏
وحينما نعالج أي أسلوب بلاغي فإننا نقف عند بنيته كاملة من جهة الشكل والمضمون؛ في دلالته الحقيقية والمجازية الموحية بالظلال المعنوية الكثيرة، ولا نهمل قيمته الخلقية...‏
إننا ـ ونحن نسعى إلى ذلك ـ لا تمنعنا آراء العديد من الذين رفضوا الوظيفة والغاية الخلقية النبيلة في الإبداع من أصحاب النظرية الجمالية؛ فذهبوا إلى أن البحث في الأدب أو الفن أو أي إبداع آخر عن الوظيفة والغاية السامية إنما هو أمر مضحك؛... فالأخلاق والقيم والصدق في القول والفكر والحياة لا يبحث عنه إلا الأنبياء والمصلحون..... ومن هنا رأى بعض الباحثين الجماليين أن الأخلاق ليست من معايير الجمال فلم يحكموا على الأعمال الخيرة بالجمال؛ والشريرة بالقبح، وإنما نظروا إلى العناصر الجمالية باعتبار نظامها(12).‏
ولعلنا في ذلك نستند إلى معنى المصطلح في الأصل اللاتيني (Aisthesis)، وهو التطلع إلى موضوعات طريفة وإدراكها. فالجمالية مصدر صناعي يقابل الجمالي؛ وهذا المصطلح يعادل مصطلح (استطيقا Aesthetica) وهو ترجمة لكلمة (Aesthetikos) اليونانية الأصل استطيقي (Aisth?tikos). وقد صاغه للمرة الأولى الفيلسوف الألماني بومجارتن عام (1735م)(13).‏
ولهذا فهو من جهة اللفظ الاصطلاحي يرادف عند بعض الباحثين مفهوم (الشكلي أو الفني) باعتباره بنْيَةً(14)؛ على حين أصبحت نظرية النقاء الفني الجمالي عند تيار آخر(15) تتمثل في تلك البنية الشكلية لمصطلح الجمالي/الجمالية.‏
وأياً ما تشعبت الآراء في مفهوم الجمالية؛ فإنه يعد منهجاً تحليلياً نقدياً لدراسة البنية اللغوية والأسلوبية وما تؤسسه من دلائل ووظائف وأهداف... لأن النص الإبداعي أياً كان جنسه يؤكد خصائصه باتجاهين: الشكل والمضمُون؛ ولا فَصْل بينهما... مما يحقق للنصّ صورته الإيجابية الفعًّالة، ومن ثم يجسد حقيقته الجمال بكل خصائصها الدلالية... لأن للكلام جسداً وروحاً، وكذا لكل جسم جوهر وحقيقة...‏
وأي أسلوب بلاغي ـ مهما قيل فيه قديماً وحديثاً ـ إنما هو بنية لغوية دلالية مباشرة وغير مباشرة يحمل وظائف الإثارة والإمتاع في الوقت الذي يحمل وظيفة التوصيل والإبلاغ والإفادة بنقل الأفكار... ولهذا فوظيفة الأسلوب البلاغي ذات وجوه متعددة؛ بعكس الأسلوب العادي بين الناس؛ ومن ثم تتجاوز الأسلوب الأدبي في الشعر والنثر؛ وإن اقترب في وظيفته مع الأسلوب البلاغي من بعض الوجوه.‏
فالأسلوب البلاغي بوصفه ظاهرة بلاغية تجمع بين عناصر الأدب والفن واللغة والحياة في بنية فنية مثيرة للعاطفة والوجدان والعقل.... باعتبار ما تكتنزه من أسرار موحية في الشكل والمضمون... وما على القارئ المرهف المثقف الذي حاز الشروط الذاتية؛ ثم الموضوعية(16) إلا أن يدرك مكونات كل أسلوب ويستوعبه ليفهم إشاراته القريبة والبعيدة، دون أن يقع في مطب الأحكام الذاتية والانطباعية، والمسبقة والجاهزة... فالإحساس بالجمال استجابة روحية وموضوعية لعناصر الجمال في الأشياء والظواهر و...‏
وإذا كانت الأحكام البلاغية الجمالية قد تباينت بين متلقٍ وآخر قديماً وحديثاً لهذا الأسلوب أو ذاك فإننا حاولنا استكناه كل ما قيل فيه، والتعمق في فهم الظاهرة البلاغية القرآنية للوصول إلى تجربة جمالية جديدة في أسلوب الخبر والإنشاء. وهو ما سعينا إليه من قبل في دراسة توقفت عند عدد من جماليات الكلمة البلاغية(17).‏
ومن هنا يمكننا أن نقول: إننا نسعى إلى تجاوز الرؤية الجمالية الجزئية التي استند إليها البلاغيون العرب القدامى؛ لنبلغ مرتبة الشمول وفق مبدأ التنظير والتطبيق للرؤية الجمالية لدراسة الأسلوب البلاغي؛ وإن اجتزئ من نصّ أدبي أو لغوي أكبر. وهو الأسلوب الذي أسسه لنا البلاغي الفذ عبد القاهر الجرجاني في نظرية (النظم) وفي مصطلح (الهيئة) الذي يبنى على الصورة والدلالة... وكذلك فعل عدد آخر غيره في النظر إلى الأسلوب البلاغي في سياق نصّي متكامل، ولا سيما ما وجدناه عند البلاغيين الذين تناولوا النّص القرآني كالباقلاني والزمخشري...‏
ونحن لا نرتاب لحظة واحدة في أن البلاغيين العرب القدامى قد توقفوا عند شكل الجملة اللغوية؛ ولكنهم لم يروا هذا الشكل محايداً بذاته. فقد ارتفع مفهوم التذوق الفني البلاغي لديهم حينما انتهوا إلى أن أي شكل بلاغي يحمل في طبيعته الجمالية وعي الإنسان لما يحيط به بطريقة إرادية أو لا إرادية. وبهذا ارتقوا عن مفهوم الجمال الطبيعي المجسد في ماهية الأسلوب اللغوي. فاللغة والصورة والخيال والإيقاع أدوات يتجسد فيها مضمون ما؛ ينطوي على وظائف متنوعة وأهداف كثيرة؛ مما يحقق للشكل البلاغي الجمالي فلسفة تفسير الوجود والكون والمصير.‏
ولهذا كله فإن البلاغيين والنقاد القدامى قد أغنوا الأساليب البلاغية بنظراتهم الجمالية والفلسفية، ولا سيما ما يتعلق بالبلاغة القرآنية. ولما اختلفت تفسيراتهم لمعنى الشكل البلاغي ـ أحياناً ـ فإنهم أمدونا بتنوع لا نظير لـه من الفكر والفن في كل أسلوب من تلك الأساليب. فالوجدان الجمالي الحقيقي في كل أطيافه انبثق من الشكل ـ دون ريب ـ ولكن عناصره لم تتقيد عندهم بزمان ما؛ أو مكان ما؛ أو سبب ما... فالتذوق الذي مارسوه على الشكل انخرط في صميم التجربة الإبداعية؛ فاستمدوا منه العديد من الرؤى الفكرية والفنية التي لا يستطيع عامة الناس أن يستنبطوها. وكانوا كلما انغمسوا في الأسلوب البلاغي انغماس الصوفي الناسك، واستغرقوا في عالمه الخاص كانوا يستخرجون لنا ضروباً من الجمال الموحية بالصفاء والنقاء والبهاء... ومن ثم أكدوا أن الصورة اللغوية البلاغية ليست مجردة؛ بل هي صورة تعيش في عالم الحياة؛ وتستجيب على الدوام لكل انفعال ولكل فكر. فظلت أعمالهم خالدة حية في وجداننا ووجدان الدارسين الغربيين المنصفين الذين اعترفوا لهم بالفضل والريادة.‏
ولعل هذا كله ما نتمثله في جمالية الخبر والإنشاء في حدودهما ومفهومهما وآلياتهما ودلالتهما الحقيقية والمجازية.‏
حواشي المدخل‏
(1) راجع كتابنا: في جمالية الكلمة 21 ـ 50 وانظر كشاف اصطلاحات الفنون 1/187 ـ 189 ومداخل إلى علم الجمال الأدبي 58.‏
(2) انظر الأسس الجمالية في النقد العربي 43 ومداخل إلى علم الجمال الأدبي 12 ـ 16.‏
(3) انظر علم الجمال 14 وانظر الأسس الجمالية في النقد العربي 53 وفلسفة الجمال في الفكر المعاصر 17 ـ 21 ومعنى الجمال 73.‏
(4) الجامع الصغير من حديث البشير النذير 1/231 (حديث رقم 2456).‏
(5) المثل السائر 1/40 وانظر فيه 33 ـ 38.‏
(6) انظر كشاف اصطلاحات الفنون 1/330 ـ 332 ورسائل ابن عربي 25 ـ 43.‏
(7) انظر النقد الفني ـ دراسة جمالية وفلسفية ـ 3 وعلم الجمال الأدبي 23 ـ 24 و26 ـ 28.‏
(8) انظر مقدمة في النقد الأدبي 48 (محمد حسن عبد الله) دار البحوث العلمية ـ الكويت ـ 1975م.‏
(9) انظر النقد الأدبي ـ أحمد أمين ـ 22 ومداخل إلى علم الجمال 38 ـ 39 و92 ـ 93.‏
(10) انظر موسوعة المصطلح النقدي (الجمالية) 273 ومداخل إلى علم الجمال الأدبي 14 ـ 18 و100 ـ 128.‏
(11) انظر النقد الفني ـ دراسة جمالية وفلسفية ـ 31 وموسوعة المصطلح النقدي 307 و314 و362 والأسس الجمالية في النقد العربي 371.‏
(12) انظر الأسس الجمالية في النقد العربي 86 و371 و378 ومداخل إلى علم الجمال الأدبي 40 ـ 54 و91 ومعنى الجمال 93 ـ 105 . وسينهض كتابنا القادم التقابل الجمالي في النص القرآني بذلك كله- طبعة دار النمير- دمشق- 2005.‏
(13) انظر معنى الجمال 9 و39 (الهامش).‏
(14) انظر مقدمة في النقد الأدبي 434 (علي جواد الطاهر) المؤسسة العربية للدراسات ـ بيروت ـ 1979م.‏
(15) انظر النقد الفني ـ دراسة جمالية وفلسفية ـ 29 و202 وفلسفة الجمال في الفكر المعاصر 52 ـ 67.‏
(16) انظر كيفية قراءة النص الأدبي 269 ـ 322 ومداخل إلى علم الجمال الأدبي 22 ـ 25 و29 ـ 39.‏
(17) انظر (في جمالية الكلمة) فصول (مفهوم الكلمة وجمالياتها في الفَصاحة والبلاغة؛ ومفهوم الجملة وجمالياتها من جهة البنية والأركان وأحوال الإسناد في الذكر والحذف؛ وجمالية التعريف والتنكير).... فالجمال مقترن بالبلاغة والفصاحة والبيان... بمثل ما هو مقترن بالجودة والإتقان والدقة، وإنزال الألفاظ في مواضعها من نظامها الدقيق المؤتلف... فالجمال هو نظام التوافق والتوازن والتناظر... والبهاء هو الرونق في الديباجة، والتناسب فيها...‏
ومن ثم فمن يتأمل مسائل الجمال في البلاغة العربية عامة وفي أسلوبي الخبر والإنشاء خاصة يدرك مدى الانسجام المطلق القائم على خطوط متوازية ومتنوعة في إطار الوحدة والتنوع والمحل سواء ربط الأسلوبان بأثرهما في النفس أم في الفضيلة التي دعا إليها أفلاطون للوصول إلى مبدأ اللذة والإمتاع مع الفائدة... وبهما يتحقق مفهوم (الجميل).‏
ولعل مجرد إثارة مثل هذه القضايا تعد سبيلاً إلى الحوار الواعي لحل مشكلة مفهوم الجمال ومنهجه المتصلين بأساليب البلاغة العربية... التي صاحبت التفكير الجمالي عند العرب؛ وإن لم يخصوه بالدرس المنفصل.... وهذا لا يعني أننا نتوقف عند مجرد المحاكاة الجمالية للفكر الجمالي الغربي، بل نؤسس طريقة جديدة في دراسة البلاغة العربية دراسة جمالية تتحدث عن علاقة الجمال بالفن وفي طليعته فن البلاغة.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق